بوابة اقتصاد فلسطين

كشف تقرير "المرأة والرجل في فلسطين: قضايا وإحصاءات 2025" الصادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، عن فجوة واضحة بين التحصيل العلمي العالي للنساء ومحدودية حضورهن في مواقع صنع القرار والقيادة، سواء في المؤسسات الحكومية أو الأكاديمية أو التنظيمات الطلابية.

بحسب التقرير، فإن تمثيل النساء في مواقع القيادة العامة لا يتجاوز 15% من مجموع شاغلي المناصب الإدارية العليا في المؤسسات الفلسطينية، على الرغم من أن النساء يشكّلن أكثر من 60% من خريجي الجامعات ويمتلكن مستويات تعليمية متقدمة تفوق الرجال في العديد من التخصصات.

ويشير التقرير إلى أن التفاوت لا يقتصر على مواقع القرار الحكومية، بل يمتد إلى الحقل الأكاديمي والطلابي أيضًا. ففي جامعات الضفة الغربية، بلغت نسبة النساء اللواتي يشغلن موقع رئيس مجلس طلبة 4.5% فقط، مقابل 95.5% للرجال، فيما وصلت نسبة عضوية الطالبات في المجالس الطلابية إلى 32.2%، مقارنة بـ67.8% للطلاب، ما يعكس استمرار هيمنة الذكور على مواقع القيادة داخل الأطر الجامعية.

 ويعزو التقرير ضعف التمثيل النسائي في مراكز القرار إلى جملة من العوامل البنيوية والاجتماعية، من بينها صعوبة التوفيق بين المسؤوليات الأسرية ومتطلبات العمل القيادي، وغياب السياسات المؤسسية التي تشجع على إشراك النساء في صنع القرار، فضلًا عن استمرار الصور النمطية حول أدوار النساء في المجال العام.

ويؤكد الجهاز المركزي للإحصاء أن معالجة هذا الخلل تتطلب تبني سياسات أكثر شمولية لتحقيق التوازن بين الجنسين، من خلال برامج تدريب وتمكين، وضمان تمثيل عادل للنساء في المجالس والهيئات التنفيذية والتعليمية، بما يتناسب مع مؤهلاتهن العلمية العالية ومشاركتهن الفاعلة في سوق العمل.