رغم العدوان: 78 مليون دولار استثمارات فندقية في بيت لحم وخسائر السياحة تتجاوز 3.5 مليار دولار

بوابة اقتصاد فلسطين
قال وزير السياحة والآثار هاني الحايك إن القيمة الاستثمارية لمشاريع بناء الفنادق في محافظة بيت لحم بلغت نحو 78 مليون دولار أميركي، شملت إنشاء 15 فندقًا جديدًا، رغم التوقف شبه الكامل للحركة السياحية خلال الفترة الماضية.
وأوضح الحايك، في مقابلة خاصة مع وكالة "وفا"، أن أعمال الإنشاء والبناء في عدد من الفنادق السياحية الجديدة، لا سيما في محافظة بيت لحم، استمرت رغم الظروف الصعبة، ما يعكس ثقة المستثمرين بقطاع السياحة الفلسطيني وآفاقه المستقبلية.
وبيّن أن هذه الاستثمارات توزعت على المدن الثلاث: بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، بواقع 1632 غرفة فندقية، مشيرًا إلى أن القطاع السياحي الفلسطيني نجح، رغم قيود الاحتلال، في ترسيخ نفسه كقصة نجاح وطنية شجّعت القطاع الخاص على توسيع استثماراته، خاصة في قطاع الفنادق.
وأكد أن السياحة تُعد أحد أهم روافد الدخل القومي لما توفره من فرص عمل، فضلًا عن دورها بوصفها نافذة يطلّ منها العالم على فلسطين ويتعرّف عبرها إلى واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وأضاف أن القطاع السياحي، قبل جائحة "كورونا" والعدوان، كان يحقق أرقامًا قياسية غير مسبوقة من حيث أعداد الزوار وليالي المبيت.
وأشار إلى أن فلسطين استقبلت عام 2019 نحو 3.5 مليون سائح، بزيادة 15% عن العام السابق، فيما سجلت الفنادق الفلسطينية قرابة 2.7 مليون ليلة مبيت، وكانت المؤشرات آنذاك تؤكد أن عام 2024 سيكون عامًا استثنائيًا للقطاع لولا العدوان.
وشدد الحايك على أن السياحة في فلسطين ليست نشاطًا اقتصاديًا فحسب، بل إحدى ساحات الصراع مع الاحتلال، تُستخدم للحفاظ على التراث الثقافي والمادي، وتثبيت فلسطين على خارطة السياحة العالمية، ونقل روايتها الحقيقية إلى العالم عبر الزوار.
وفيما يتعلق بواقع السياحة خلال العدوان، أوضح أن الحركة السياحية توقفت كليًا منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة، وأُغلقت جميع المنشآت السياحية، لتتراجع السياحة الوافدة والإقامة الفندقية في عام 2024 إلى أقل من 2% مقارنة بعام 2019.
ولفت إلى أن النصف الأول من عام 2025 شهد تحسنًا ملحوظًا، تمثل في ارتفاع عدد نزلاء الفنادق في الضفة الغربية بنسبة 103% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ عدد النزلاء 121.4 ألف نزيل، أقاموا نحو 255.4 ألف ليلة مبيت.
وبيّن أن 53.3% من نزلاء الفنادق هم من فلسطينيي أراضي عام 1948، يليهم النزلاء المحليون بنسبة 24.7%، فيما شكّلت الجنسيات الأخرى 22%.
وفي ما يخص الخسائر، قدّر الحايك عدد ليالي المبيت المفقودة خلال عامين بنحو 5.4 مليون ليلة، بقيمة تشغيلية تقارب199.2 مليون دولار للقطاع الفندقي في الضفة الغربية بما فيها القدس، تركز 73% منها في بيت لحم والقدس.
وأضاف أن الخسائر الكلية في الإنفاق السياحي خلال عامي العدوان بلغت نحو 3.27 مليار دولار، فيما ارتفعت الخسائر الإجمالية للقطاع السياحي الفلسطيني، بما في ذلك أجور العاملين المفقودة، إلى نحو 3.5 مليار دولار أميركي.