الرئيسية » في دائرة الضوء »
 
23 آب 2015

مشهد مؤلم بغزة: طلبة يبدأون عامهم بملابس قديمة

قبل بدء العام الدراسي يفرح الطلبة وهم يجهزون للدراسة حتى يبدأوا العام بنفس قوي وجديد، يذهبون للأسواق لشراء الملابس الجديدة والأحذية إضافة إلى القرطاسية، لكن المشهد في قطاع غزة مغاير تماما، مؤلم.

\

فأطفال محمد الأستاذ سيتوجهون الى مقاعد الدراسة غدا الاثنين، بملابس وحقائب العام الدراسي الماضي، لعدم مقدرة والدهم العاطل عن العمل على توفير مستلزمات جديدة لهم.

وقال الاستاذ وهو أب لأربعة أطفال يدرسون في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا': 'لا أستطيع شراء ملابس وأحذية وحقائب ودفاتر لأولادي لأني لا أملك ثمنها'.

وتابع الاستاذ (40 عاما)، 'أنا عاطل عن العمل منذ سنوات ومستلزمات المدارس تكلفني حوالي 500 شيقل، وسيذهب أولادي بحقائب وملابس العام الماضي'.

ومن المقرر أن يتوجه وفقا لوزارة التربية والتعليم العالي: (مليون ومئتا ألف طالب وطالبة) إلى مقاعدهم الدراسية، من بينهم (700) ألف طالب وطالبة في الضفة و(500) ألف طالب وطالبة في قطاع غزة، موزعين على (2120) مدرسة حكومية و(350) مدرسة تابعة لوكالة الغوث و(450) مدرسة خاصة.

وتقول التقارير المحلية والدولية: 'إن نسبة كبيرة من سكان قطاع غزة (1.8 مليون نسمة) يعتمدون على المساعدات المقدمة من 'الأونروا' وجمعيات ومؤسسات اغاثية محلية وعالمية'.

وبهذا الصدد، لفت الاستاذ الذي يقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، الى أنه يعتمد بشكل أساسي على المساعدات التي يتلقاها من وكالة الغوث الدولية، وبعض الجمعيات الخيرية.

وتقول 'الأونروا': إنها تمر بأزمة مالية خانقة ستؤثر على خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها الخمس (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، وسوريا، ولبنان)، وفي مقدمتها التعليم والصحة.

الطلبة الذين يدرسون في مدارس وكالة الغوث الدولية (الابتدائية والاعدادية) يتعلمون بالمجان ويحصلون على قرطاسية، وأحيانا مساعدات عينية للطلبة الأشد فقرا.

وأشار الاستاذ الى أنه يحصل أحيانا على فرص العمل القليلة جدا، وهي لا تلبي متطلبات أسرته التي تحتاج الى مصاريف كثيرة، لافتا الى أنه بمقدوره العمل في أكثر من مهنة، متمنيا أن يحصل على مساعدات مدرسية لأطفاله من احدى الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تنشط في بداية العام الدراسي.

وتفرض اسرائيل منذ 2006 حصارا على قطاع غزة الساحلي، أدى الى تدهور جميع مناحي الحياة وارتفاع نسب البطالة والفقر.

وتعرض القطاع صيف العام الماضي لعدوان اسرائيلي شرس استمر 51 يوما، أدى الى استشهاد وجرح الآلاف، وتدمير آلاف المنازل والمصانع والمدارس.

ولا يقف الحال على المواطنين الفقراء والعاطلين عن العمل بعدم مقدرتهم على تلبية توفير احتياجات ابنائهم المدرسية، كذلك هناك موظفون حكوميون -خاصة أصحاب الرواتب المتدنية- هم الآخرون غير قادرين على شرائها بانتظار رواتب الشهر المقبل.

وقام اصحاب المكتبات ومحال بيع الملابس بعرض مستلزمات المدارس من حقائب وقرطاسية وزي مدرسي، لكن الحركة الشرائية ضعيفة وفقا لما أكده عديد الباعة.

وأدى الحصار الاسرائيلي لا سيما بعد العدوان الأخير الى ارتفاع نسبة البطالة في القطاع الى أكثر من 50%، ومعدلات الفقر الى 60%، بينما يعتمد حوالي 80% من سكان القطاع على المساعدات المقدمة من 'الأونروا' وجمعيات ومؤسسات اغاثية محلية وخارجية.

(زكيريا المدهون- وفا )

مواضيع ذات صلة