الرئيسية »
 
19 كانون الأول 2017

توقعات بزيادة نمو قطاع البرمجيات مع دخول الجيل الثالث

يشهد قطاع البرمجيات نموا واضحا بلغ 25 في المئة خلال العام الماضي. ووفقا لخبراء فان هذا القطاع سيشهد مزيدا من النمو مع بدء عمل الجيل الثالث ما سيؤدي إلى زيادة خلق فرص عمل

\

غزة- إسلام راضي- بوابة اقتصاد فلسطين

بادر شاب وشابة من قطاع غزة إلى تأسيس مشروع تكنولوجي غير مسبوق يقوم على مدينة متكاملة للاستشارات في كافة مجالات الحياة سعيا لكسب التوجه الاجتماعي وصناعة المستشارين عبر الانترنت.

وأطلق "سليمان اللوح" و"تسنيم الشيخ خليل" وكلاهما يبلغان (25 عاما) على مشروعها اسم "المسهب" مستهدفين قطاع الاستشارات الذي يتجاوز البعد المكاني والزماني لمنطقة غزة بالاستفادة من التكنولوجيا المربحة.

والشابان طالبان في الجامعة الإسلامية وعملا ضمن مشروع "ريادة" الخاص بحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة للاستفادة من سوق الاستشارات الذي يعد الأكثر نموًا في العالم، حسب تقرير فوربس لعام 2016.

ويقول اللوح خريج الهندسة المدنية لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن فكرة التطبيق تقوم على المزج بين القدم والحداثة وبين "علم الغبار" والخوارزميات في عصر المأمون واشتقاق الأرقام والتخفيف من الكم الهائل من الورق والأحمال لإيجاد طريقة مشابهة لتلك التي اخترعها الخوارزمي.

ويوضح أنه بدأ التجربة الأولى من خلال بعض الأرقام والحواسيب الآلية داخل البرنامج، ثم انتقل لفكرة أكثر تطوراً وهي فكرة شبكة الاستشارات التي تجمع أكبر عدد من الأشخاص الذين لا يمتلكون الخبرة في مجال تقديم الاستشارات.

ويحمل المشروع اسم Almosheb على كافة النطاقات على الشبكة الإلكترونية، إضافة إلى التطبيق المتوفر على المتجر الإلكتروني الذي يحمل ذات الاسم باللغتين العربية والإنجليزية.

ويوضح اللوح أن المسهب يعمل بشكل أساسي على صناعة مستشارين، يستطيع من خلاله الاستشاري تطوير خبرته كشخص أكاديمي، بحيث يوفر له التجمع أفراد يطلبون بعض الاستشارات منه، الأمر الذي يصقل خبرة ومهارة الشخص في مجال تخصصه.

وأهم ما يميز تطبيق المُسهب بحسب القائمين عليه، أنه لا يوجه المستفيد إلى مستشار محدد إنما يقدم له كافة الخيارات من المستشارين، وأسعار متفاوتة يحددها كل مستشار لنفسه، ويترك حرية الخيار للمستفيد للتوجه للمستشار الذي يريد.

وتوضح الشيخ خليل مطور الأندرويد في المشروع أن التطبيق انطلق في بداياته لمجال الصحة النفسية فقط في قطاع غزة، إلى حين تحقيق نجاح يصل ل2% من السوق المحلي لننتقل بعدها للسوق العالمي وفي كافة المجالات.

وتفيد بأنه يستطيع المستفيد طلب الخدمة من خلال نظام الدفع  (paypal) وشحن الرصيد من خلال بطاقات الشحن، التي ستتواجد في مراكز الاتصالات، ولاحقاً سيتعامل التطبيق مع الدفع عبر Master card.

وقام الشابان على بناء سيرفرات خاصة وفريق محتوى كامل يتبع شركتهم لتخطي مصاعب نجاح مشروعهما.

ويؤمل في قطاع غزة أن توفر مشاريع الاستشارات على الانترنت فرص عمل بشكل أوسع للمختصين في المجال في ظل ما يعانيه من معدلات قياسية من البطالة.

البرمجيات.. قطاع ينمو بسرعة

ويعد قطاع صناعة البرمجيّات وتكنولوجيا المعلومات أحد أسرع القطاعات التجاريّة نموّاً في الاقتصاد الفلسطيني، بحيث تشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن مركز التجارة الفلسطينيّ "بال تريد" للعام 2016 إلى أن معدّل نموه يبلغ 25%، وتقدّر حصّته السوقيّة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بنحو 500 مليون دولار.

ويقول مختصون إن الحصار الإسرائيلي على غزة منذ العام 2007 دفع الكثير من الشباب إلى الالتحاق في تخصصات البرمجة والتكنولوجيا الرقمية نفذوا مشاريع فردية سجلت إنجازات بشهادة مؤسسات دولية.

ومن أبرز الإنجازات لشركات تكنلوجيا المعلومات التي حصلت على جوائز مشروع شركة (فيوجن) الذي قام بتطوير شبكة لاسلكية للربط بين 250 مدرسة تديرها وكالة الأنروا لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة.

ويقول المسئول في نقابة المهندسين في غزة حسن المدهون لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إن "عدد المهندسين في قطاع غزة يتجاوز 12 ألف مهندس فيما يبلغ عدد مهندسي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نحو 5 آلاف مهندس.

وتتم دراسة هندسة الاتّصالات في أربع جامعات في غزة تخرّج ما يقارب الـ800 مهندس في شكل سنوي بحسب المدهون.

ويوضح أن "عدد شركات تكنولوجيا المعلومات في فلسطين تبلغ نحو 250 شركة تعمل منها في قطاع غزة نحو 130 شركة توظف نحو 2800 مهندس برمجي، أما عن نسبة البطالة في قسم هندسة الاتّصالات فتبلغ نحو 44%".

ويعمل الكثير من هؤلاء مع شركات في الضفة الغربية وأخرى عربية خصوصا خليجية ويؤمل أن تقود مشاريع فردية لهم خاصة في مجال الاستشارات أن يفتح أمامهم فرصا أكبر للعمل والتطور شخصيا ومهنيا.

بحاجة إلى دعم

لكن تطوير هذا القطاع يحتاج إلى دعم. ويقول الخبير الاقتصادي ومدير شركة للكمبيوتر وأنظمة المعلومات في غزة ماهر الطباع، إن "قطاع صناعة البرمجيات وهندسة المعلومات في غزة من أكثر القطاعات الاقتصاديّة المهمشة حكوميا".

ويشير الطباع لموقع "بوابة اقتصاد فلسطين"، إلى السبب في ذلك يعود إلى تركيز الحكومات الفلسطينية على النشاطات التقليدية مثل القطاعين الزراعي والصناعي، على اعتبار أن هذه القطاعات هي المحرك الأساسي للاقتصاد.

ويشدد على الحاجة إلى برامج لتمويل مشاريع البنية التحتية في المجال الرقمي لقطاع غزة حتى يتسنى لهؤلاء المبرمجين والمهندسين العمل في بيئة مناسبة ولا يضطرّون مكرهين إلى العمل مع شركات برمجة خارجية.

ويجمع عدد من المختصين أن بدء العمل بالجيل الثالث من الاتصالات ومزيد من تطوير شبكات الانترنت سيحقق نقلات نوعية لمزيد من تطور القطاع التكنولوجي خاصة ما يتعلق بمجال الاستشارات.

مواضيع ذات صلة