إسرائيل "تؤجل" قطع المياه عن غزة والشجاعية لاستخدامه كورقة ضغط
بوابة اقتصاد فلسطين
في خطوة تكشف عن استخدام المياه كسلاح في سياق الحرب على قطاع غزة، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن وزراء في الكابينيت السياسي – الأمني اقترحوا مطلع مارس/آذار الماضي وقف ضخ المياه إلى مدينة غزة وحي الشجاعية عبر الخطوط التي تديرها شركة "مكوروت". إلا أن جهات أمنية إسرائيلية أوصت بتأجيل القرار لاستخدامه لاحقًا كأداة ضغط، خاصة مع اتساع التوغل البري لدفع السكان نحو النزوح جنوبًا.
ورغم استمرار ضخ المياه عبر ثلاثة خطوط رئيسية، تعرض الخط المغذي لحي الشجاعية مؤخرًا لانفجار بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. وعلى إثر ذلك، سمحت وحدة التنسيق والارتباط بدخول فرق فلسطينية محلية – بعد فحوصات أمنية مشددة – لإصلاح الخط داخل المنطقة العازلة، في ظل غياب قرار رسمي من المستوى السياسي.
أزمة مياه خانقة: بين التعطيش الممنهج وتدمير البنية التحتية
هذه التطورات تأتي في سياق أزمة إنسانية متفاقمة تعصف بقطاع غزة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، حيث تحوّلت المياه إلى أداة قتل بطيء وإبادة جماعية وفق تقارير منظمات حقوقية دولية.
انخفاض حاد في إمدادات المياه: تراجعت إمدادات المياه في غزة إلى ما بين 10% و20% فقط من مستويات ما قبل الحرب، بعد تدمير أكثر من 85% من منشآت المياه والصرف الصحي بفعل القصف الإسرائيلي، وفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
تدمير الآبار ومحطات التحلية: دمرت القوات الإسرائيلية 719 بئر مياه، فيما توقفت ثاني أكبر محطة تحلية عن العمل نتيجة نقص الوقود الناتج عن الحصار المشدد.
قطع الكهرباء عن محطات المياه: في مارس 2025، أوقفت إسرائيل إمداد الكهرباء عن محطة التحلية الرئيسية، ما أدى إلى انخفاض إنتاج المياه الصالحة للشرب بنسبة 85%، من 18,000 متر مكعب يوميًا إلى 3,000 فقط، بحسب منظمة العفو الدولية.
كارثة إنسانية تهدد أكثر من مليون طفل
مع استمرار الحصار الكامل منذ مارس 2025، حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من مليون طفل في غزة محرومون من المياه النظيفة والمساعدات المنقذة للحياة، في ظل تفشي أمراض سوء التغذية والأوبئة المرتبطة بانعدام المياه والصرف الصحي.
إعادة الإعمار تتطلب مليارات الدولارات
تُقدر كلفة إعادة تأهيل شبكة المياه والصرف الصحي المتضررة بأكثر من 1.5 مليار دولار، في وقت تُواصل فيه إسرائيل منع دخول المعدات والوقود اللازمين لإصلاح البنية التحتية الحيوية.
المجتمع الدولي يتحرك ببطء
رغم تصاعد الاتهامات لإسرائيل باستخدام "التعطيش" كسلاح حرب، بدأت محكمة العدل الدولية في أبريل 2025 جلسات استماع بشأن الحصار المفروض على غزة، وسط مطالبات برفع القيود عن إدخال المساعدات الإنسانية وضمان حق الفلسطينيين في الحصول على المياه كحق أساسي غير قابل للمساومة.
وكالات