مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

يواصل الشيكل الإسرائيلي صعوده الحاد أمام العملات الأجنبية صباح اليوم، حيث تراجع سعر صرف الدولار إلى ما دون مستوى 3.31 شيكل – وهو مستوى لم يُسجل منذ أبريل/نيسان 2022. كما تراجع اليورو ليصل إلى نحو 3.87 شيكل.

في هذا السياق، يشرح كبار الاقتصاديين أسباب هذا الاتجاه الصاعد، مدى استمراريته، وإمكانية وصول الدولار إلى حاجز الثلاثة شواقل.

ما وراء الارتفاع؟
يُرجع رونين مناحيم، كبير اقتصاديي الأسواق في بنك مزراحي-تيفاهوت، هذا الارتفاع إلى عوامل محلية في المقام الأول، تتماشى مع الأداء القوي في أسواق الأسهم، وارتفاع في أسواق السندات، ما يشير إلى تراجع علاوة المخاطرة – وهي نقطة أشار إليها بنك إسرائيل ضمن إعلان سعر الفائدة الأخير.

كما لعبت السياسة النقدية الحذرة لبنك إسرائيل دورًا داعمًا، بعدم خفض أسعار الفائدة، والتمسك بنهج قائم على البيانات. ويرى مناحيم أن الفارق في أسعار الفائدة بين إسرائيل ومنطقة اليورو – حيث تم خفض الفائدة إلى النصف العام الماضي – يعمل كذلك لصالح الشيكل.

ثلاثة عوامل داعمة
يتفق إيفيتار بن ديفيد، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين في صندوق التحوط "فيرتيكال"، مع تقييم مناحيم، ويحدد ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في قوة الشيكل:

• استمرار ارتفاع الأسواق المالية.
• ضعف الدولار عالميًا.
• توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مدفوعة بتباطؤ التضخم أكثر من كونها ناتجة عن ركود اقتصادي.

يشير بن ديفيد أيضًا إلى أن شهر يوليو يُعدّ من أكثر أشهر السنة إيجابية من حيث الأداء الموسمي. ويُحتمل أن تدفع المكاسب في الأسواق الأمريكية المؤسسات الإسرائيلية إلى زيادة التحوّط في استثماراتها الخارجية، ما يعزز الطلب على الشيكل.

تغيّر في سلوك المؤسسات
يرى بن ديفيد أن المؤسسات الإسرائيلية أصبحت أكثر عرضة لسوق الصرف الأجنبي في السنوات الأخيرة، بفعل عوامل مثل التغيّرات الجيوسياسية والإصلاحات القانونية. ومع الانخفاض الأخير في علاوة المخاطرة الاقتصادية، قد تبدأ هذه المؤسسات بخفض تعرضها للعملات الأجنبية وإعادة رؤوس الأموال إلى السوق المحلي.

ويضيف: "نظرًا لانخفاض أحجام التداول خلال الصيف، تزداد تقلبات أسعار العملات. وإذا استمر تراجع الدولار عالميًا، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الشيكل بوتيرة أقوى من المعتاد". كما أشار إلى أن تقليص الفجوة بين أسعار الفائدة الأمريكية والإسرائيلية قد يمنح الشيكل مزيدًا من الدعم.

هل يصل الدولار إلى مستوى الثلاثة شواقل؟
يستذكر مناحيم أن بنك إسرائيل تدخل في أواخر عام 2021 حين اقترب الدولار من حاجز الثلاثة شواقل، وطرح خطة لشراء ما يصل إلى 30 مليار دولار. ورغم أنه لم يُنفذ كامل الشراء، فإن إعلان الخطة وحده نجح في كبح جماح الشيكل بسرعة كبيرة.

لكنه يشير إلى أن الوضع الآن أكثر تعقيدًا، إذ أن الدولار يتراجع عالميًا، على عكس ما كان عليه الحال في المرة السابقة، وهو ما يجعل ارتفاع الشيكل هذه المرة أكثر منطقية.

ويُضيف: "من غير الواضح ما إذا كان بنك إسرائيل سيتدخل، ومتى، وبأي أدوات. ما زال هناك فرق يقارب 6% في معدل الفائدة مقارنة بالمرة السابقة، كما أن اعتبارات التجارة الخارجية والصادرات تلعب دورًا مهمًا في قرارات البنك".

احتمالات التدخل
في الختام، يرى مناحيم أن استمرار ارتفاع الشيكل قد يدفع بنك إسرائيل للتدخل في حال تجاوز سعر الصرف عتبة الثلاثة شواقل. ويرجح أن يكون شراء الاحتياطيات الأجنبية خيارًا أوليًا أفضل من خفض الفائدة، رغم أن اتخاذ خطوة مزدوجة أو إعلان مفاجئ بشأن الفائدة لا يمكن استبعاده بالكامل، وإن كان ذلك أقل ترجيحًا في الوقت الراهن.

غلوبس