مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

شهد سوق الصرف الأجنبي في إسرائيل اليوم الثلاثاء تحركًا واضحًا لصالح الدولار، حيث ارتفع سعره مقابل الشيكل إلى 3.438 شيكل، وهو أعلى مستوى يسجله منذ منتصف يونيو 2025، بزيادة تقارب 0.8% عن إغلاق الأمس. كما ارتفع اليورو بشكل أقل ليصل إلى نحو 3.965 شيكل. ويأتي هذا الارتفاع عكس الاتجاه العالمي للدولار، الذي بقي مستقرًا أمام العملات الرئيسية الأخرى.

ويرى خبراء الأسواق أن هذا التحرك يعكس مزيجًا من المخاطر الأمنية والسياسية المحلية أكثر من كونه مرتبطًا بعوامل اقتصادية دولية. ويقول رونين مناحيم، كبير خبراء الاقتصاد في بنك مزراحي-تيفاوت، إن السوق يتفاعل مع البيئة الأمنية المقلقة في المدى القريب، في ظل استمرار القتال جنوبًا واحتمال تصعيده، إضافة إلى الضبابية السياسية بعد سلسلة من الإقالات البارزة، بينها المستشار القانوني للحكومة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن.

كما تُضاف إلى ذلك مخاوف اقتصادية محلية تشمل تداعيات محتملة للرسوم الجمركية الجديدة وخطر توتر العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وهي عوامل تزيد من حذر المستثمرين المحليين والدوليين تجاه الشيكل، رغم أنه شهد خلال الأسابيع الماضية فترة قوة نسبيّة مع ارتفاع أسواق الأسهم الإسرائيلية.

وبحسب المحللين، فإن انخفاض الشيكل الحالي ما زال يتحرك ضمن نطاق تقلباته المعتادة منذ بداية العام. فقد خسر نحو 2.4% أمام الدولار خلال الشهر الماضي، وهو تراجع يُعد طبيعيًا في ظل هذه الظروف. أما على المدى المتوسط والطويل، فما زالت التقديرات تميل إلى استعادة الشيكل بعض قوته مع انحسار التوترات، فيما يرى بعض المستثمرين أن المستويات الحالية قد تمثل فرصة شراء.

وفي الوقت ذاته، تواصل البورصة الإسرائيلية تسجيل انخفاضات حادة متأثرة بالجو العام. فقد تراجع مؤشر تل أبيب 90 بنسبة 2.3%، وانخفض مؤشر البنوك 5 بنحو 2.2%، بينما خسر مؤشر تل أبيب 35 نحو 1%. هذه التراجعات تأتي بعد فترة من الارتفاعات الحادة، ما يعكس حالة الحذر التي تخيم على السوق المحلي وسط تصاعد علاوة المخاطر الاقتصادية.

باختصار، يقود المشهد الحالي مزيج من التوتر الأمني والضبابية السياسية والاقتصادية المحلية إلى ضغط قصير المدى على الشيكل وأسواق الأسهم، بينما تبقى الصورة متروكة لما ستكشفه الأيام المقبلة على صعيد الاستقرار الأمني والاقتصادي.

غلوبس