بوابة اقتصاد فلسطين

تهدد السياسات الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ مطلع ولايته الثانية هذا العام ركائز استقرار الدولار الأمريكي، مع تصاعد هجماته على استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وتنامي حالة عدم اليقين السياسي وضعف سوق العمل، لتتعمق الأزمة مع إغلاق الحكومة الفيدرالية الذي أعاد إلى الأذهان مخاطر الشلل الاقتصادي في أكبر اقتصاد عالمي.

ضحية سياسات ترامب

بينما يواصل الذهب صعوده القياسي نحو 4,000 دولار للأوقية، يترنّح الدولار تحت وطأة الضغوط، متراجعًا بنحو 10% منذ بداية العام، في طريقه نحو أسوأ أداء سنوي منذ عام 1973.

الإغلاق الحكومي: تاريخ متكرر بأبعاد أخطر

شهدت الولايات المتحدة 21 إغلاقًا حكوميًا خلال نصف قرن، لكنها هذه المرة تواجه وضعًا أكثر هشاشة، إذ يهدد ترامب بـ إلغاء آلاف الوظائف الحكومية بصورة دائمة، ما يزيد من تفاقم ضعف سوق العمل.

تحذيرات من الأسواق

يرى الخبير بيل كامبل من DoubleLine أن الإغلاق المطوّل "قد يثقل كاهل الدولار" مشيرًا إلى تجربة 2018 حين أدى الإغلاق الذي دام 35 يومًا إلى موجة ضعف حادة للعملة. ويؤكد محللون آخرون أن سياسة خفض الفائدة في وقت ترفع فيه البنوك المركزية الأخرى معدلاتها، تُبقي الضغط قائمًا على الدولار، خصوصًا مع تأخر صدور البيانات الاقتصادية مثل تقرير الوظائف غير الزراعية.

إجماع المحللين: الدولار سيواصل التراجع

بحسب رويترز، يتوقع 33 من أصل 45 محللاً أن ينهي الدولار العام الحالي عند مستويات أضعف من التقديرات السابقة.

لي هاردمان (MUFG): يتوقع استمرار تراجع الدولار خلال الأشهر المقبلة.

• مورغان ستانلي: يتوقع فقدان العملة 10% إضافية من قيمتها بحلول نهاية 2026.
• تييري ويزمان (Macquarie): الإغلاق الطويل سيقوض الثقة في الحكومة الأمريكية "وهو خبر سيئ للدولار".
• باركليز: يدعو إلى تنويع المحافظ الاستثمارية لتخفيف آثار تقلبات العملات.

تداعيات أوسع

انخفاض الدولار يحمل تأثيرات مزدوجة: فهو يرفع تكلفة الواردات ويزيد التضخم، لكنه في المقابل يدعم الصادرات الأمريكية ويجعل الأصول الأمريكية أكثر تنافسية عالميًا. ومع ذلك، لا تزال العملة الخضراء تحافظ على مكانتها كـ العملة الاحتياطية الأولى عالميًا، رغم تراجع حصتها في احتياطات البنوك المركزية لصالح الذهب وأصول أخرى.

الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لمصير الدولار، إذ يتزامن استمرار الإغلاق الحكومي مع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 29 أكتوبر، وسط توقعات بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية، في خطوة قد تحدد اتجاه العملة الأمريكية خلال العام القادم بين الانتعاش أو الدخول في حقبة تراجع ممتدة.

وكالات