الرئيسية » اقتصاد اسرائيلي » آخر الأخبار »
 
13 تشرين الثاني 2025

سعر صرف الدولار يكشف عن صورة جزئية: الشيكل أقوى مما يبدو

مترجم- بوابة اقتصاد فلسطين

يواصل الشيكل رسم مشهد استثنائي في أسواق العملات، مسجّلًا أعلى قيمة له على الإطلاق أمام سلة واسعة تضم 21 عملة من شركاء إسرائيل التجاريين. وعلى الرغم من أن الأنظار تتجه دائمًا إلى الدولار واليورو، فإن القراءة الأعمق تُظهر عملة محلية أقوى بكثير مما تعكسه تلك الأرقام التقليدية.

تراجع سعر الدولار التمثيلي إلى 3.20 شيكلأدنى مستوى خلال ثلاث سنوات ونصف—بينما هبط اليورو إلى 3.7 شيكل مسجّلًا أدنى مستوى في ثلاث سنوات. لكن وراء هذا الهبوط تكمن حركة أكثر اتساعًا: الشيكل ارتفع 14% أمام الدولار و6% أمام اليورو خلال عام، ووصل إلى 66.4 نقطة أمام السلة—وهو أعلى مستوى يسجّله تاريخيًا.

تُفسّر إديث موسكوفيتز، مديرة غرف التداول في البنك الدولي، هذا الزخم بوضوح: المخاطر الجيوسياسية التي كانت تُثقل السوق تتراجع، والمشهد السياسي بعد الحرب يشير إلى تهدئة طويلة قد تتضمن توسيع اتفاقيات إبراهيم. في المقابل، تستمر وول ستريت في تغذية القوة ذاتها، خصوصًا مع ارتفاع ناسداك بأكثر من 20% منذ بداية العام.

يرتبط سعر صرف الدولار مقابل الشيكل تاريخيًا بحركة ناسداك؛ إذ يُجبر الارتفاع في المؤشر المؤسسات الإسرائيلية الكبرى على بيع الدولار لتعديل انكشافها على الأصول الأجنبية. وكلما ارتفع المؤشر، زادت عمليات التحوّط التي تصبّ في مصلحة الشيكل.

هذه الصورة السوقية ترافقت مع "علاوة مخاطر" فرضتها الحرب، وهو ما دفع سعر الصرف إلى مستويات فوق قيمته الحقيقية. غير أنّ محافظ بنك إسرائيل نفسه يؤكد أن الشيكل لا يزال عند "مستوى منخفض أكثر من اللازم" قياسًا بالاتجاه طويل الأمد، مُرجّحًا أن المستوى الطبيعي للدولار يقترب من 3.0 شيكل.

من الناحية الأساسية، يشرح كوبي ليفي من بنك لئومي أن قوة الشيكل ليست مفاجِئة: فائض الحساب الجاري، وازدهار صادرات التكنولوجيا المتقدمة والغاز، إضافةً إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة، جميعها عوامل تُبقي العملة في منحنى صاعد. ويضيف أن استقرار الجبهة الجيوسياسية ينعكس على أسعار الأصول كافة: انخفاض عوائد السندات، ارتفاع الأسهم، وتراجع فروق الائتمان.

هل يتدخل بنك إسرائيل؟

هذا السؤال يعود بقوة مع كل موجة صعود في سعر العملة. مودي شفرير من بنك هبوعليم يرى أن تصريحات المحافظ حول "الانخفاض المفرط" تعني عمليًا أن البنك غير مستعد للتدخل حاليًا، ولا سيما أن العوامل الأساسية تدعم استمرار قوة الشيكل.

لكن رونين مناحيم من مزراحي تيفاهوت يذكّر بأن البنك لا يتردد في التدخل عندما يرى ذلك ضروريًا. حدث هذا مرتين في العقد الأخير:
• 2021:
تدخل لمنع هبوط الدولار إلى ما دون 3 شواقل.
• 2023
خلال الحرب: تدخل معاكس لوقف تدهور الشيكل.

اليوم، يفضّل مناحيم الانتظار إلى حين إعلان قرار الفائدة بعد أسبوعين. يُرجّح خفضًا بمقدار ربع نقطة، لكنّه لا يستبعد أن يلمّح المحافظ إلى مراقبة سعر الصرف عن قرب، وربما الاستعداد للتدخل إذا واصل الشيكل تسجيل مستويات متطرفة.

فكرة السوق بسيطة: كلما ازداد صعود الشيكل، كلما اقترب احتمال سماع رسالة أكثر وضوحًا من بنك إسرائيل—سواء عبر الفائدة أو عبر التدخل المباشر. وتبقى العلاقة بين وول ستريت وتل أبيب هي الإيقاع الذي يُمسك بخيط القصة.

غلوبس

 

كلمات مفتاحية::