مبيدات الاحتلال تكبد مزارعي حدود القطاع خسارة فادحة
تسبب تعمد طائرات الاحتلال الإسرائيلي، للعام الثالث على التوالي، رش المحاصيل الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية لمحافظتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، بحرق مساحات شاسعة منها، ما كبد المزارعين خسائر فادحة.
وأكد مزارعون- في أحاديث مُنفصلة مع مراسل وكالة "صفا"- قيام طائرات على مدار ثلاثة أيام متتالية الأسبوع المُنصرم، برش المحاصيل التي تقع داخل نطاق الأراضي المحتلة "بمحاذاة الشريط الحدودي"، وتعمد رش المحاصيل المزروعة خارج الشريط أيضًا، على بعد مئات الأمتار.
وتفاجأ المزارعون بعد أيام من رش الطائرات للمبيدات، وتعمدها الخروج على علو منخفض من سطح الأرض لخارج الشريط الحدودي، والوصول لسماء المناطق الزراعية الحدودية شرقي خان يونس وررفح، ببدء جفاف المحاصيل وكأن شيئًا أتى عليها وإحراقها.
وناشد المزارعون اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمؤسسات الزراعية، ووزارة الزراعة، بسرعة التدخل، وتعويضهم الخسائر الفادحة التي لحقت بهم، للعام الثالث على التوالي؛ مُتهمين كافة الجهات بالتقصير، ووصفوا ما يتلقونه من اتصالات وحصر أضرار "بالحبر على ورق!".
تراكم الخسائر
وائل الشامي، أحد المزارعين الذين التقى بهم مراسل "صفا" على مدار عاميين متتاليين، ولذات الغرض، وبنفس المنطقة، التي يزرع بها محصول السبانخ، وتبعُد حوالي 400متر عن الشريط الحدودي مع الأراضي المُحتلة، بمنطقة "سريج" شرقي بلدة القرارة، شمالي شرقي خان يونس.
الشامي جلس حائرًا وهو ينظر لـ"35دونما" تعرضوا للحرق بشكل شبه كامل، وهو ينظر لقوات الاحتلال التي تتمركز على مرمى حجر من حقله الزراعي؛ ويقول: "من غير المنطقي كل عام تأتي الطائرات، ترش المبيدات، تحت ذرائع أمنية واهية، وتدمر محاصيلنا".
ويضيف "كل دونم بلغت تكلفته أكثر من 1500شيقل، والخسائر زادت عن 35ألف شيقل؛ بعدما استأجرها أحد التجار منا، ويُفترض بعد أيام يأتي لجني المحصول ونقله للبيع في السوق المحلية؛ لكن إن أتى ووجدها هكذا وكأنها محروقة لن يقُوم بشرائها".
ويلفت الشامي إلى أنهم للعام الثالث يتعرضون لهذه المعاناة، التي تُضاف للمعاناة التي لحقت بهم في عدوان الاحتلال عام 2014؛ مؤكدًا أن الخسائر تراكمت وبشكلٍ كبير عليهم، دون أن يُقدم أحد المساعدة، والكُل يأتي ليعبر عن تضامنه أو يوثق الخسائر، دون تقديم شيء.
عملية تهجير ممُنهجة!
بدوه، اعتبر المزارع المتضرر صالح النجار، أن ما يحدث لهم منذ سنوات طويلة، على يد الاحتلال الإسرائيلي، والتي وصلت لحد رش محاصيلهم بالمبيدات الحشرية، هو عملية تهجير مُمنهجة بحقهم، لثنيهم عن البقاء وزراعة وفلاحة أراضيهم الزراعية.
ويُشير النجار لمراسل وكالة "صفا"، وهو يُمسك أوراق محصول السبانخ التي بدت عليها علامات التلف، إلى أن الاحتلال يتعمد حرق هذه المحاصيل، عندما يراها نضجت، فهو لا يُريد لها البقاء، وأن تتحول الأرض الجرداء لخضراء!؛ مُتسائلا "ما ذنب تلك المحاصيل؟!".
ويوضح أن حقله الذي تضرر تبلغ مساحته "12دونما" مزروعا بمحصول السبانخ؛ لافتًا إلى أن المناطق الشرقية لخان يونس، تعتبر المصدر الرئيس للمحاصيل الورقية على مستوى قطاع غزة، ُمشتكيًا تقصير الجهات المختصة بحقهم، وعدم أخذ معاناتهم بعين الاعتبار.
1200دونم تضرر
من جانبها، قامت وزارة الزراعة، بجولة صباح اليوم، على الحدود الشرقية لخان يونس، وأكدت أن نحو "1200دونم" لحقت به أضرار كُلية وجزئية.
وقال مدير عام وقاية النباتات وائل ثابت لمراسل "صفا"، إنهم قاموا بتلك الجولة، للوقوف عن كثب على حجم الأضرار في المناطق الحدودية، خاصة خان يونس، الأكثر تضررًا؛ مُشيرًا إلى أن المحاصيل المُتضررة حقلية وورقية مثل: السبانخ، البازلاء، الجرادة، القمح، الشعير..
ولفت ثابت إلى أن الصليب الأحمر أبلغ أن عمليات الرش ستتم ما بين الخامس والعشرين من ديسمبر، والخامس من يناير؛ لكنها تمت في الأول والثاني والخامس من يناير/كانون ثانِ الحالي، شرقي شمالي قطاع غزة "بلدة بيت حانون"؛ وتفاجأنا بعودة الرش شرق خان يونس في الثالث والرابع والعشرين من الشهر الحالي.
وأشار إلى أن تلك الممارسات أدت لأضرار كبيرة وخسائر لدى المزارعين الفلسطينيين، تحت حجج وذرائع أمنية؛ مُستغلاً تجاه الرياح من الشرق للغرب، ما تسبب بتطاير رذاذ المبيدات على مسافة وصلت لحوالي كيلو و200 متر تقريبًا غرب الشريط الحدودي، داخل قطاع غزة؛ مؤكدًا توجههم لمؤسسات دولية وحقوقية بشأن ذلك.
صفا