خاص- بوابة اقتصاد فلسطين

يسجّل الشيكل الإسرائيلي مستويات قوية أمام الدولار، حيث بلغ نحو 3.18 شيكل خلال آخر جلسة تداول قبل أن يعود ويتحرك باتجاه 3.25 في تصحيح طبيعي، وسط تساؤلات في الأسواق حول المدة التي قد تستمر فيها قوة العملة الإسرائيلية.

ويرى الخبير المالي محمد سلامة أن الشيكل استفاد مؤخرًا من عاملين رئيسيين:
تعديل وكالة ستاندرد أند بورز نظرتها المستقبلية للاقتصاد الإسرائيلي من “سلبية” إلى “مستقرة”، إضافة إلى انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي دعم شهية المخاطرة في الأسواق العالمية ورفع مؤشرات الأسهم، ما عزّز من قوة الشيكل.

لكن سلامة يشير إلى أن عوامل ضعف بدأت بالظهور، أبرزها اتساع العجز في الميزانية، والارتباك السياسي داخل الكيان، إلى جانب بوادر تراجع في مؤشرات الأسهم نهاية الأسبوع. هذه التطورات دفعت الدولار للعودة نحو 3.25، في حركة وصفها بأنها “تصحيح منطقي”.

وبحسب سلامة، تستند قوة الشيكل أيضًا إلى الاحتياطيات الكبيرة من العملات الأجنبية، وفائض الحساب الجاري المدعوم بصادرات الغاز. رغم ذلك، يعتقد محللون أن العملة الإسرائيلية تقف عند ذروة ارتفاعها، وأن مسار التراجع قد يبرز في حال تجاوز الدولار مستوى 3.30، خاصة مع توقعات بخفض الفائدة في إسرائيل يوم الاثنين 24/11.
إلا أن خبراء آخرين يحذرون من هذا الخفض بسبب ضغوط سوق العمل الإسرائيلي الذي يعمل بكامل طاقته واستمرار ارتفاع الأجور، ما قد يبقي التضخم مرتفعًا.

وفي الولايات المتحدة، لا تزال الأسواق تترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي، بعد خفض الفائدة في الاجتماع الماضي، وتلميح رئيسه جيروم باول إلى أن خفضًا جديدًا في الشهر المقبل “ليس مضمونًا”.
ويقول سلامة إن انتهاء الإغلاق الحكومي كشف عن آثار انكماشية محتملة على الناتج المحلي الأمريكي، وإن الأسواق تحتاج إلى بيانات إضافية، خاصة بيانات الوظائف لشهر أكتوبر، لحسم اتجاه الفائدة.

أما الذهب، فرغم التصحيحات الأخيرة، يواصل التحرك في اتجاه صاعد، مدفوعًا بارتفاع المخاطر الجيوسياسية في العالم، من الحرب الروسية–الأوكرانية إلى التوترات الأمريكية–الإيرانية وتحديات الاقتصاد الأمريكي. ويرى سلامة أن التراجعات الحالية “مؤقتة”، فيما يبقى الاتجاه العام صعوديًا.